دروس حرب أكتوبر ستظل باقية عبر الزمان

دكتور مختار همام مرسي
اثنان وخمسون عاما مرت على حرب أكتوبر 1973، وانتصار المصريين على جيش الاحتلال. قصة الانتصار بعد سبع سنوات من نكسة موجعة مازالت مليئة بالدروس البليغة؛ كيف تُعد بلدا وشعبا قيل إنهم لا يعرفون سوى الهزيمة، ولا يملكون سوى قبول الأمر الواقع، إلى بلد وشعب يقلب الموازين التى أريد لها أن تكون أبدية، فسقطت مدوية فى ست ساعات. بلد وجيش يحرر الأرض من دنس الاحتلال، ويفرض توازنا جديدا يلزم الجميع على احترام الجندى المصرى، واحترام قرار قيادته بالاستعداد للحرب مع وضوح الهدف، والروح المعنوية المرتفعة، تحت مظلة إيمان بالله تعالى بنصره الحق المبين، ممثلا فى استرداد الأرض ورد الاعتبار، وفرض السلام المتوازن.
مرت علينا فى العامين الماضيين دعوات استندت على هوى النفس وغياب المنطق والجهل بأسس حماية الأمن القومى، طالبت بشن حرب من أجل دعم أهل غزة، وذلك دون أى اعتبار لمعنى الحرب وكيفية الاستعداد لها، وتأثير التوازنات الدولية والاقليمية على قرار كبير كهذا، وكأن شن الحرب مجرد نزهة، لا ضابط لها.
إن تذكر كيف أدارت مصر حرب أكتوبر، يجسد الكثير من المعانى الرائعة، فالانصياع لدعوات الهواة والعبثيين أمر لا يليق بمصر ومؤسساتها، والتى تضع فى اعتبارها هدف الحرب ومتطلباتها، من حيث الاعداد الشامل وتأمين متطلبات النصر سياسيا وعسكريا، ووضع الخطط وتدريب الجنود عليها، وخطط الخداع الاستراتيجية الكفيلة بإرباك العدو، وإفساد مخططاته، ومفاجأته بهجوم كاسح يحقق أهدافه فى أقل مدى زمنى ممكن، وأن يعبر الجنود المصريون القناة، ويحطموا أسطورة خط بارليف المنيع ويجهزوا على أوهام الاحتلال بالبقاء فى سيناء إلى أمد طويل.