علاء عبدالحسيب يكتب.. “مالك” أيها البريء .. ارقد عندك بسلام .. الحياة لم تعد آمنة !

الأسباب “بشعة” بكل ما تحمله الكلمة من معان .. والتفاصيل مأساوية ومرعبة ومخيفة .. تستحق أن تحبس لها أنفاسك قبل أن تقرأها .. فصدق من وصف السماء بالبكاء حزنا على هول الأحداث .. وجلل الحوادث .. وما آلت إليه أحوال الناس ..
الملاك البريء “مالك” ابن الأعوام التسعة .. وابن محافظة سوهاج .. اختفى قبل نحو ١٠ أيام تقريبا .. عثر أهله على جثته ملقاه خلف المنزل .. المشهد كان صعب وقاسي .. مؤلم نفسيا لكل من عاش لحظات العثور على الجثمان .. طفل صغير ملقى على الأرض .. مصاب بجروح متفرقة في أنحاء جسده.. “الطين” يملأ وجهه ورأسه وأطرافه الصغيرة..
مشهد يدمي له القلب وتذرف له العين دمعا.. تقف أمامه المشاعر عاجزة في التعبير عن ما بداخلها ..أكثر من خمسة أيام قضاها رجال البحث الجنائي في سوهاج للوصول إلى الجناة .. دائرة البحث اتسعت .. والتحريات لم تتوقف لحظة بحثا عن الجناة .. ولأن “الاتهام بالقتل” أمر لا يحتمل الاجتهاد أو التخمين أو التجربة .. فقد نجحت المعلومات في حل اللغز .. بعد ساعات طويلة من التحري والبحث..
كانت مفاجأة صادمة للجميع .. صبيان في عمر الزهور .. اجتمعا سويا وارتكبا الجريمة .. الدافع – وفق مصدر أمني – هو الحصول على فدية من أسرة “الضحية” .. استدرجا الطفل وأخفى أحدهما الجثة على حافة “ترعة” .. شاركا الأهل في البحث عن الضحية .. وقاما بنقل جثته ليلا خلف منزل الأسرة..
المؤلم في الواقعة أن الجناة لا زالوا أطفالا .. تسأل نفسك وأنت تتأمل الواقعة .. كيف خطط هذا النشء لتنفيذ هذه الجريمة البشعة والمخيفة ؟ .. وكيف ترعرع في مجتمعنا هذا العنف؟ .. وهل يتسوعب العقل أن يخرج هذا السلوك وهذا الدافع منهما ؟..
رحم الله الملاك الصغير .. وربط على قلب أهله .. راقبوا أولادكم .. عالجوهم من العنف .. اقتربوا منهم وتحدثوا معهم .. لا تنشغلوا عنهم .. فنحن نعيش في زمن استثنائي مخيف ومرعب ..