أخبار الصعيدنماذج مشرفة

كوثر السبكى.. فتاة السد العالى

في حلقته من بودكاست “الفاترينة”، المذاع عبر راديو إنرجي، تحدث الكاتب الصحفي عمر طاهر عن كوثر السبكي، التي حصلت على لقب “فتاة السد العالي”.

كانت كوثر تزور زوجها في موقع العمل من حين لآخر، وتحكي أنها زارته ثلاث مرات بصفتها زوجة، لكن في الزيارة الرابعة، لم تكن مجرد زائرة، بل زميلة بعد تعيينها للعمل في مشروع بناء السد العالي.


واصل الصحفي عمر طاهر حديثه قائلًا إن مشروع السد العالي أعلن عن وظيفة باحث كيميائي، فتقدمت كوثر السبكي للمسابقة ونجحت في اجتيازها ليتم تعيينها في المشروع. عند تعيينها، سُئلت عن مدى إدراكها لطبيعة العمل، فأبدت موافقتها وانطلقت في رحلتها إلى أسوان، حيث بدأت حياة جديدة بين أسرتها وموقع العمل في السد العالي.


بفضل دراستها، تولت كوثر السبكي مسؤولية تحليل عينات المياه المستخدمة في خلط الخرسانة، إلى جانب تحليل عينات التربة الخاصة بجسم السد. وهكذا، أصبحت “فتاة السد العالي”، المرأة الوحيدة وسط 30 ألف رجل من المهندسين والعمال، في واحدة من أهم المشاريع الهندسية في تاريخ مصر.


عندما سألها الصحفيون آنذاك عن كيفية قضاء وقتها، أجابت ببساطة: “بالمتاح”. كانت تستمتع بقراءة الكتب والمجلات التي تصل إليهم، وتمضي الوقت في لعب الدومينو والطاولة مع زوجها، إلى جانب متابعة ساعات البث التلفزيوني القليلة المتاحة.


وحين سُئلت عن الإنجاب، أوضحت أنها اتفقت مع زوجها على تأجيله حتى يتم تحويل مجرى مياه النيل في نهاية عام 1964، وهي واحدة من أهم المراحل في بناء السد العالي. بالنسبة لها، كان تحقيق الحلم الأكبر، والمشاركة في هذا المشروع الوطني، أولوية تستحق الانتظار.


وأشار عمر طاهر حديثه عن كوثر السبكي، إلى لقاء جمعها بالصحفي أحمد مغازي، الذي سألها: “هل أنتِ هنا من أجل السد العالي أم من أجل زوجك؟”. فجاء ردها واضحًا: “كان بإمكاني البقاء بجانب زوجي بطرق عديدة، لكنني فضّلت انتظار أي فرصة للعمل في السد العالي”.
أوضحت كوثر أن هذه التجربة علمتها وزوجها كيفية التعامل مع الخلافات بطريقة بناءة، حيث أصبح تركيزهما على إيجاد الحلول بدلًا من التوقف عند المشكلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى